.
له حبّ عملاقٌ لذاته، ويستعدّ لبذل كلّ شيءٍ من أجل هدفه، فالبزاز، صاحب الذوق العالي البرجوازي الباحث عن أغلى وأندر أنواع السيجار الكوبيّ، والويسكي الانكليزي، من الممكن أن يكون في أية لحظة إسلاميّاً، أو يساريّاً، من الممكن أن يعود إلى جذوره البعثيّة، أو أن يصبح إنساناً كونيا، ربما يصبح هذه الشخصيات كلّها في وقت واحد، لكنه بالنهاية كائنٌ سائل، يتخذُ شكل الإناء الذي يحتويه.
لم تكن قناة الشرقية مجرد فضائيّة مثلها مثل الأخريات من القنوات، لكنها كانت مصدر الحطب الأكبر في زيادة الاشتعال العراقيّ الداخليّ، وهي تقفُ ضدّ حكومات أياد علاّوي، والجعفري، وحكومتيْ المالكيّ، لكن بنسب متفاوتة، لكنّ أعنف هجماتها هي تلك التي استهدفتْ دورتيْ حكومة نوري المالكيّ.
بقي البزاز طوال هذه المدّة، تحت عباءة السعودية، حتى سبب صداعاً للنظام البعثي في بغداد، وشكّل تحدياً لا بأس به، ولعب على الورقة القطريّة، وظلّت السعودية والبحرين وقطر محوره المفضّل حتى اليوم.