عدت للمخيم مع مودعي المخيم وكان الجو باردا ومرت الأيام وجاء عيد الأضحى ولم نتلق أي اتصال من الحجاج وانتهى العيد وبدأنا بتزيين البيت بالأعلام، كنا نخرج مع جارنا أبو مروان الديك لأن أمه كانت بالحج وأولاد أبو حسين بيكو لأن أباهم أيضاً بالحج ولكن مع قافلة أخرى نلتقط أغصان الأشجار لنصب عرائش أمام البيوت كما هي العادة، مرَّ أسبوعان بعد العيد وبدأ الحجاج يعودون والأفراح تعم آل الحجاج، وانتظرنا أسبوعا وأسبوعا ولم تحضر قافلة الأهل ولا حتى لم نتلق أي خبر، كنت أخرج مع أخي محمد إلى بوابة الميدان ننتظر ساعات وساعات ونهرع على كل باص قادم من مكة أو المدينة نحدق به عله يكون هو المقصود، أو يعرف شيئاً عن قافلة الحاج أحمد موعد، انتهى شهر ذي الحجة وبدأ شهر محرم وعاد أكثر الحجاج إلى بيوتهم وساورنا الشك وصرنا نضرب أخماسا بأسداس، وفي غمرة هذه الأحداث وصلتنا قصاصة من الورق مع أحد الحجاج أظن أبو غسان الشرطي من إدلب جار جامع الرجولة كتب فيها بخط الوالد: السلام عليكم، نحن بخير؛ ولا داعي للزينة اجتمعت العائلة كلها أعمامي وإخوتي وأولاد عمي كل واحد يجتهد في التفسير، وحل اللغز، هرعنا للرجل نسأله لم يكن جوابه واضحا قال رأيت أبا سميح عند الحدود السعودية الأردنية وأعطاني هذه الورقة.
من جهة أخرى تقدّر الجمال، تفكّر كثيراً قبل أية خطوة قد تأتي بها، تثق بحدسها وتنجذب الى حقول الإعلام، الفنّ والدراما.
ولا نقدر أن تبني عليها 10 طوابق؟ نعم، لكن هناك أراض أخرى تبيعها وإبني مدناً طبية.
وفي المقبرة القديمة أذكر أننا عام ١٩٦٤دفنا ستي مريم المراد فيها وبعدها بعام أو عامين دفنا زهرة بنت عمي أبويوسف أما والدتي جميلة بنت حسين اللبابيدي فدفنت هناك تحديدا يوم الحادي عشر من حزيران عام١٩٧٣ وكيف لا أنسى هذا اليوم الحزين؟ وأما المقبرة الجديدة فأنشئت في بداية الثمانينات بعد أن امتلأت القديمة بمساع من حركة فتح وبعض أهل الخير وكان منهم لطفي حجازي أبو فهد ومن المصادفة أنه في يوم افتتاح المقبرة توفي أبو فهد وكان أول دفين فيها!! علي بدوان : من مواليد دمشق مخيم اليرموك 1959 من أوائل من سكنوا المخيم أصله من حيفا درس معي في ثانوية اليرموك ثم تخرج من قسم العغلوم في جامعة دمشق وعمل موجها اختصاصيا ، وعمل أيضا في الصحافة والإعلام ونشط في كثير من المحطات الفضائية وأصدر أكثر من عشر كتب عن القضية انتسب للجبهة الديمقراطية منذ صغره وتركهم بعد سنوات عديدة.