وقرأ أبو جعفربتشديد الباء مفتوحة ، وقرأ مجاهد وحميد بضم الباء واللام مخففا ، والباقون بضماللام وكسرها وفتح الباء مخففا ، أَيَحْسَبُ أَنْ لَمْيَرَهُ أَحَدٌ ٧ أي أيحسب هذا الإنسان أنه لم يره أحد ، وهو الله تعالى حين كان ينفقوأنه تعالى لا يسأله عن إنفاقه ولا يجازيه عليه.
فالعارف هو السعيد ، والمتوقف له بعض الشقاء ، والمعاند هو الأشقى ، قيل: نزلت هذه الآية في الوليد ، وعتبة ، وأبي الَّذِي يَصْلَىالنَّارَ الْكُبْرى ١٢ أي الذي يدخل الطبقةالسفلى من طبقات النار ، ثُمَ بعد دخوله النار لا يَمُوتُ فِيها حتى يستريح وَلا يَحْيى ١٣ حياة تنفعه قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى ١٤ أي تطهر من دنس الشرك ، كما قال ابن عباس أي من قال : لا إله إلا الله، وقال الزجاج :أي من تكثر من التقوى، وَذَكَرَ اسْمَرَبِّهِ بقلبه ولسانه فَصَلَّى ١٥ فمراتب أعمال المكلف ثلاثة : إزالة العقائد الفاسدة عن القلب ،واستحضار معرفة الله تعالى بذاته وصفاته وأسمائه ، والاشتغال بخدمته ، وقال بعضهمأي قد فاز من تصدق بصدقة الفطر قبل خروجه إلى المصلى ، وكبر الله تعالى ، ثم صلىصلاة العيد مع الإيمان فأثنى الله على من فعل ذلك ، وإن لم يكن في مكة عيد ولازكاة فطر لأن ذلك في علم الله سيكون ، بَلْ تُؤْثِرُونَالْحَياةَ الدُّنْيا ١٦ أي أنتم يا كفار مكة لا تفعلون ذلك ، بل أنتم ترضون اللذات الفانيةوتطمئنون بها وتعرضون عن الآخرة بالكلية ، أو أنتم أيها المسلمون لا تكثرون منالتقوى ، بل تستكثرون من الدنيا الدنية على الاستكثار من الثواب ، وقرأ أبو عمرو«يؤثرون» بالياء أي الأشقون ، وَالْآخِرَةُ خَيْرٌوَأَبْقى ١٧ أي والحال أن الآخرة خير في نفسها وأدوم لأنها مشتملةعلى السعادة الجسمانية والروحانية ولذاتها خالصة عن الغائلة إِنَّ هذا أي قوله تعالى : قَدْ أَفْلَحَ ، لَفِي الصُّحُفِالْأُولى ١٨ أي لثابت معناه فيها صُحُفِ إِبْراهِيمَ وَمُوسى ١٩.