الجواب: الحمد لله أولاً : الظاهر أن هذا البلل الذي تشعرين به هو المذي وليس المني الذي يوجب خروجه الاغتسال.
ففي الإنصاف للمرداوي في الفقه الحنبلي : لو انتبه بالغ أو من يحتمل بلوغه فوجد بللاً جهل أنه مني وجب الغسل مطلقاً على الصحيح من المذهب.
هل المني نجس وقبل الإجابة عن سؤال: هل المني نجس، لا بدّ من بيان مفهوم النّجاسة، فالنّجاسة في اللّغة: القذارة، وهي ضدّ الطّهارة، حيث تُعرّف في الاصطلاح: على أنّها الشيء الذي لا ترغبه النفس البشريّة لقذارته، كما أنّه المانع الرّئيس لصحّة الصّلاة، وتنقسم النّجاسة إلى: حكمية وحقيقيّة، والحقيقيّة هي: عين الشيء النّجس، كالبول والغائط والدّم ممّا تؤدّي هذه النجاسة إلى بطلان الصّلاة، أمّا النّجاسة الحكميّة: فهي المانعة لصحّة الصّلاة وتكون في الأعضاء نفسها حيث تشمل الأحداث الكُبرى والصّغرى، ويتطهرّ الإنسان من الأحداث الكُبرى بالغسل، ومن الأحداث الصّغرى بالوضوء، وأمّا بالنّسبة لسؤال: هل المني نجس، فالإجابة هي: لا، فالمني يُحكم بطهارته على الصّحيح لأنّه أصل خلق الإنسان، والدّليل على ذلك فعل -رضي الله عنها- عندما كانت تفرك ثوب الرّسول -عليه السّلام- حيث كان يابسًا عند فركه ممّا يعني أنّه طاهر، ولأنّ الإنسان طاهر حتى عندما يموت فإنّ أصله أيضًا يكون طاهرًا وهو التّراب ومن بعد التّراب المنيّ فمن باب أولى أن يُحكم بطهارته، وبالرّغم من أنّه طاهر إلّا أنّه من المستقذرات، والدّليل على ذلك: أنّ الرّسول -عليه السّلام- كان يحت المني من ثوبه ويكون يابسًا ومن ثمّ يُصلّي.
الطهارة هي جزء لا يتجزأ من حياة المسلام لا تصح حياة بدون طهارة لذا كان على المسلم دائمًا أن يبحث في دينه ويتعرف على ماي فسد هذه الطهارة وحكمه ومن أمثلة ذلك المني والمذي والودي وهم عبارة عن ماء يخرج من فرج الرجل لكل منهم شكل وحكم يختل عن الآخر من حيث والطهر، وفي حالة إثبات النجاسة وجب الغسل وفيما يلي سوف نتناول كل من المني والمذي والودي بالشرح والتفصيل والأحكام التي تخصها كذلك.