وانطلاقًا من مفهوم القراءة هذا، فإننا نأمل أن لا تكون القراءة بعد ذلك عملاً سلبيًا يقتصر فقط على تنقل البصر بين السطور، وتقليب الصفحات، والتفاخر بإنهاء الكم الهائل من الكتب قراءة فقط، لا، بل هي عملية متكاملة يعطي فيها القارئ للمادة المقروءة بقدر ما يأخذ منها.
بيد أن القراءة أعمق بكثير من أن تكون مجرد ضم حرف إلى آخر ليتكون من ذلك مقطع أو كلمة ما، وتتعدى كونها عملية آلية بحته إلى عملية غاية في التعقيد، تقوم على العديد من العمليات العقلية كالربط، والإدراك والموازنة، والفهم والاختيار، والتقويم، والتذكر، والتنظيم، والاستنباط، والابتكار.