بالتَّحديد، قُبيل إيداعي في سجن المحطّة وتقديمي للمحكمة العسكريّة، كان الضَّابط المحقّق في دائرة المخابرات العامَّة قد قال لي، بعد نفض اليد مِنْ إمكانيَّة تغيير موقفي: نقترح عليك أن تذهب إلى تشيكوسلوفاكيا أو هنغاريا ولم أعرف لماذا اختار هذين البلدين بالتَّحديد ، وتستطيع هناك أن تُنظِّر كيف ما بِدَّك؛ لكن، قبل مغادرتك، تكتب لنا أنَّك غادرتْ البلاد بإرادتك.
فلا أسامة ولا أبناء قبيلته جبناء ليمارسوا الابتزاز، ففيهم من الرجولة والمروءة ما يكتب عنها الأشعار، لكن الذي يمارس الاستقواء هو ذاك المستثمر الذي ربما ما كان له أن يستمر بعمله بهذا الشكل دون علاقات زبائنية مع تحالف الفساد والاستبداد في الدولة.