وَقِيلَ : عَلَى هَذَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا أَيْ : غُرُورًا بِالدُّنْيَا ، وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا أَيْ : تَكْذِيبًا بِالْآخِرَةِ.
وقال الضحاك : وجعلنا من بين أيديهم سدا أي : الدنيا ، ومن خلفهم سدا أي : الآخرة ، أي : عموا عن البعث وعموا عن قبول الشرائع في الدنيا ، قال الله تعالى : وقيضنا لهم قرناء فزينوا لهم ما بين أيديهم وما خلفهم أي : زينوا لهم الدنيا ودعوهم إلى التكذيب بالآخرة.
نأتي للآية الكريمة : وَجَعَلْنَا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ 9 أيضاً بالمناسبة لم يقل سداً من بين أيديهم لأن الكلام عليهم وليس عن السد، لم يتكلم عن السد وإنما الكلام عنهم مثل الآية السابقة إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا.
وفيه وجه أخر وهو أن يقال: المانع إما أن يكون في النفس وإما أن يكون خارجًا عنها.