وهي في ازدياد، ومساجد الجمعة في ازدياد أيضاً، والله - تعالى - وحده يعلم كم من خطبة تُلقَى كلَّ جمعة في الأرض، ولم تتوقف خطبة الجمعة منذ شُرعت إلا في بعض الأمصار؛ لظروف طارئة كما توقفت الخطبة في المسجد الأقصى زهاء تسعين سنة أيام الاحتلال الصليبي، وفي مساجد بغداد أربعين يوماً أثناء الاجتياح التتري لها، ونحو ذلك، لكنها كانت قائمة في الأمصار الأخرى للمسلمين.
ولا شك أن الشخص الغريب أو الشخص الذي يأتيك لأول مرة على طعام ربما يكون في نفسه شيءٌ من الحياء، ويحتاج منك إلى شيء من الإلحاح أو شيء من التشجيع على الأكل، فهذا من الأداب مع الضيف، وهذا داخل في آداب الضيف ربما استبقناه هنا، لكن على أية حال لا يقسم بالحلف على الكل هذا من الأمور السيئة المنتشرة بين الناس.
ويلاحظ أن بعض الخطباء قد تطغى عليه الحماسة في ذلك؛ فيبالغ في الموضوع أو يكثر من تكراره والحديث عنه على نمط واحد، وبأسلوب واحد، وهذا فيه مفاسد منها: 1- فقدانه المصداقية ولاسيما إذا انكشفتْ مبالغاتُه للناس؛ وبالتالي يضعف أخذ الناس عنه، أو التأثر بما يقول؛ لأنهم عرفوا عنه المبالغة.
سهولة بحثه عدة موضوعات إذا كانت في فن واحد، وتوفير كثير من الوقت؛ فمثلاً إذا كان في خطته خمسة موضوعات في العقيدة، فإنَّ جلسته لبحث واحد منها، كجلسته لبحثها كلها؛ إذ إن مصادرها واحدة، ومظانها متقاربة.