بدأالنص بنهي وبدأ بأمر، اللغة العربية من اهما اللغات، فهي لغة القرآن ولغة اهل الجنة، وتنوعت اللغة العربية في معانيها ومفرداتها، وامتازت ببراعتها وبلاغتها وفصحها، واهتموا العلماء بدراسة صياغة تراكيبها واساليبها وجملها، فتنقسم الجمل في اللغة العربية الى اسمية وفعلية وشبه جمل، وتتنوع الاساليب الى اساليب امر ونهي ونداء واستفهام وتعجب، ولكل اسلوب غرض خاص به يفهم من معناه ويوضح المطلوب.
ولهذا قال الشيخ سليمان -رحمه الله- في شرحه لكتاب التوحيد قال: الطاعة هنا، في هذا الباب: المراد بها طاعة خاصة، وهي الطاعة في تحليل الحرام، أو تحريم الحلال وهذا ظاهر.
قولُهُ: فَتِلْكَ عِبَادَتُهُمْ ووَجْهُ كوْنِهَا عبادةً: أنَّ مِنْ معنى العبادةِ الطاعةَ، وطاعةُ غيرِ اللَّهِ عبادةٌ للمُطَاعِ، ولكنْ بشرطِ أنْ تكونَ في غيرِ طاعةِ اللَّهِ، أمَّا إذا كانَ في طاعةِ اللَّهِ فهيَ عبادةٌ للَّهِ؛ لأنَّكَ إذا أطَعْتَ غيرَ اللَّهِ في طاعةِ اللَّهِ، كما لوْ أمرَكَ أَبُوكَ بالصلاةِ فصَلَّيْتَ، فلا تكونُ قدْ عَبَدْتَ أَبَاكَ بطاعتِكَ لهُ، ولكنْ عَبَدْتَ اللَّهَ؛ لأنَّكَ أَطَعْتَ غيرَ اللَّهِ في طاعةِ اللَّهِ، ولأنَّ أمرَ غيرِ اللَّهِ بطاعةِ اللَّهِ وامتثالِ أمرِهِ هوَ امتثالٌ لأمرِ اللَّهِ.
قال الإمام أحمد: عجبت لقومٍ عرفوا الإسناد وصحته يعني: في ذلك الحديث الذي تنازعوا فيه ويذهبون إلى رأي سفيان.