وإذا استقرأنا حالهم وصفاتهم عرفنا من هممهم وعلو مرتبتهم أنهم لا تقر أعينهم حتى يروهم مطيعين لربهم عالمين عاملين وهذا كما أنه دعاء لأزواجهم وذرياتهم في صلاحهم فإنه دعاء لأنفسهم لأن نفعه يعود عليهم ولهذا جعلوا ذلك هبة لهم فقالوا: { هَبْ لَنَا } بل دعاؤهم يعود إلى نفع عموم المسلمين لأن بصلاح من ذكر يكون سببا لصلاح كثير ممن يتعلق بهم وينتفع بهم.
وروي عن أمير المؤمنين عليه أفضل الصلاة أنه قال ليس في المأكول والمشروب سرف وإن كثر.
والمراد بالزور الباطل ، وباللغو كل ما لا خير فيه ، والمعنى ان المؤمنين لا يحضرون مجالس الباطل ، ولا يعينون أحدا عليه ، وبالأولى أن لا يفعلوه ، ولا يشتركوا في كلام لا خير فيه ، وإذا مروا به كرّموا أسماعهم عنه ، كما نزهوا ألسنتهم عن التفوه به ، تماما كالنحلة تسرع إذا مرت بالجيف والروائح الكريهة.
بل ويعود هذا النفع إلى عموم المسلمين؛ لأن بصلاح من ذُكر يكون سبباً لصلاح كثير ممن يتعلق بهم، وينتفع بهم.