الحسين بودميع نزول نبي الله عيسى بن مريم عليه السلام من السماء إلى الأرض في آخر الزمان من المشتركات العقدية التي تواردت على تقريرها مصادر المسيحية مع مصادر الإسلام؛ فكما يعتقد المسلمون أن نزول عيسى بن مريم عليه السلام في آخر الزمان علامة من علامات الساعة الكبرى، التي ستكون في تتابعها كتتابع حبات العقد إذا انفرط نظامه؛ وأن نزوله مؤذن بقرب نهاية الحياة الدنيا، وبداية الحياة الآخرة، وأن مجيئه نصر للإسلام، ورحمة لأهل الحق، وإقامة للحجة على الخلق، ويعتقدون أن نزوله حقيقة دل عليها القرآن، وتواترت بها الأخبار عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فكذلك النصارى يعتقدون أن المسيح عليه السلام سينزل حتما في منتهى الأيام، ديانا «لكي يدين الأحياء والأموات» ، ويكافئهم على أعمالهم، وأن ذلك من العقائد المحورية لديهم، وأنه "تعليم" جوهري من تعاليمهم؛ لذا أجمعت عليه كل طوائفهم، وإن اختلفوا في بعض تفاصيله؛ جاء في كلام للقس صبري واسيلي بطرس بهذا الصدد؛ أن «المجيء الثاني للمسيح يحتل مكانة عظيمة في الكتاب المقدس، كمجيئه الأول تماما؛ فبالنسبة للعهد الجديد فقط، فإن عدد الآيات التي تتحدث عن المجيء الثاني، هي 319 آية.
، ثُمَّ يَقُولُ الْمَلِكُ لِلَّذِينَ عَنْ يَمِينِهِ: تَعَالَوْا يَا مُبَارَكِي أَبِي، رِثُوا الْمَلَكُوتَ الْمُعَدَّ لَكُمْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ.
.
ينبغي أن نستشعر الذلة لله عز وجل، وأن نستشعر عظمة الله سبحانه وتعالى، ما أحلاها من هيئة، ما أجملها من صورة، ما أطيبها من صفة أن تسجد منحطاً ذليلاً منكسراً لعظمة الله، لجبروت الله، لوجه الله، لملكوت الله، وكأنك حلس بالٍ، كأنك جلد قد سلخ ورمي، وأنت منكسر لله عز وجل على هذه الحالة التي أنت تجد قمة اللذة في نهاية الذلة في تمام الانكسار لوجه الله عز وجل، وأنت ونحن فقراء إلى الله.