معاملة الرسول لخدمه عامل النبي -عليه الصلاة والسلام- خدمه أحسن مُعاملة، وكان ينهى عن ضربهم، ويُطعمهم مما يأكُل، ويُلبسهم مما يلبس، ويُكلّفهم بما يُطيقون، ووصفه خادمه -رضي الله عنه- بعدما خدمه عشر سنين فقال: ما قال لي عن شيءٍ صنعتُه: لمَ صنعتَ هذا هكذا؟ ولا قال لي لشيءٍ لم أصنعْه: ألا صنعتَ هذا هكذا؟ ، وما ضرب واحداً منهم أو أهانهم، وكان يدعو لهم، ويصِفَهم بإخوته، ويُعاملهم كما يُعامل الإنسان أخيه في جميع المجالات، سواءً كان في الطعام، أو الحوار، أو اللباس وغير ذلك، ولا يتكبّر عليهم، وكان يأمر من ضرب خادمه أن يُعتقه، وقد كان الخدم آخر ما قبل وفاته.
وفاة أنس بن مالك رضي الله عنه من الجدير بالذكر إنَّه طال عمر أنس بن مالك -رضي الله عنه- حتى جاوز المئة عام وكثر عدد أولاده، ولكنه ابتلي بفقد عدد كبير منهم في حياته، حتَى قيل مات من أولاده ما يزيد عن 129 فردًا، وبعد حياة طويلة عاشها أنس، أصيب في أواخرها بالبرص فضعف جسمه، فتوفِّي أنس في البصرة في زمن خلافة الوليد بن عبد الملك، وقد اختلف المؤرخون في عام وفاته فقيل 90 و 91 و 92 و 93 هجرية، وهو آخر الصحابة موتًا، صلَّى عليه محمد بن سيرين التابعي الجليل، والله تعالى أعلم.
.
من خدموا الرسول صلى الله عليه وسلم حينما نتحدث عمن نالهم شرف خدمته أو حراسته أو غير ذلك فينبغي ألا يتبادر إلى الذهن تلك الصورة القائمة في بيوت الحكام والأمراء ومن كان على شاكلتهم، أولئك الذين جعلوا من الحراس والخدم وسيلة للفصل بينهم وبين الناس من جانب، وللترفع عليهم من جانب آخر.