استخدم أسلوبًا جديدًا قيل قديمًا: أن الغباء هو أن تستخدم نفس الطريقة في كل مرة ولا تتوقع الفشل، ولذلك إن أردت إنجاح العلاقة خصوصًا بعد عودة العلاقات لسابق عهدها أن تقوم بتطوير أسلوبك، ولا عيب إطلاقًا أن تقوم بالنقد الذاتي حول طريقتك في تسيير هذه العلاقة والتعامل فيها، يجب عليك أن تقوم بضبط الأمور، هل أنت عصبي؟ إذن تحلى بالهدوء.
ومما قد يلعب دورًا كبيرًا في مستقبل العلاقات الروسية-الصومالية هو المساهمة المحتملة من قِبل روسيا في تشكيل وهيكلة الجيش الصومالي مما قد يُسرِّع تحسين العلاقات بين البلدين باعتبار روسيا قد أسهمت سابقًا في تقوية أداء الجيش الصومالي الأمر الذي يوحي بعدم الاستغناء عن دور روسيا في هذا المجال بالذات.
تؤكد هذه التصريحات والتسريبات عن اللقاءات أن ما نشهده من تقارب سعودي سوري ليس وليد اللحظة، بل هو نتيجة لمسار بدأ برعاية وجهود روسية، واحتاج الى عدة سنوات لكي ينضج، مستفيداً في هذا التوقيت من التغيرات الحاصلة على المستوى الدولي والاقليمي، إن كان على صعيد المفاوضات بين الولايات المتحدة وإيران والاتجاه نحو العودة للاتفاق النووي معها، أو على صعيد العلاقات السعودية الإيرانية من خلال الجو الايجابي السائد هذه الفترة بين الدولتين خاصة بعد تصريحات ولي العهد السعودي عن إيران في 27 نيسان، والتي أكد فيها حرص بلاده على إقامة علاقات طيبة ومميزة معها، إضافة إلى تداول أخبارعن لقاءات حصلت بين إيران والسعودية في بغداد مؤخراً، وهو ما أكده الرئيس العراقي برهم صالح في مقابلة صحافية في 5 أيار 2021.
أول هذه النتائج كما أصبح معلوماً، سيكون عودة سوريا الى شغل مقعدها في الجامعة العربية وبالتالي عودتها الى الحضن العربي، كما ستلقي عودة العلاقات بظلالها على العديد من الملفات في المنطقة، فربما نشهد مع عودتها تفاهما سعوديا سوريا حول بعض هذه الملفات قد يكون الملف اللبناني أحدها، وبالتأكيد سيكون هناك انعكاس ايضاً على الأزمة السورية وقد يشكل ذلك دافعاً نحو تسريع إمكانية الوصول الى حل لها أكثر من أي وقت مضى.