ومع ذلك فلا أجد ميلاً لتلك الطريقة؛ لأنَّ الخطبة ليست درسًا، وبإمكان الخطيب أن يضع درسًا في مسجده، وتكون خطبه فيما يحتاجه الناس في معاشهم ومعادهم.
فيجب على الواعظ أن يمسك عن القصة ولو كانت صحيحة إذا علم أن في حكايتها معنى خفيا أو شبهة قوية أو إثارة لمسألة مشتبهة أو حديثا عن دقائق باب الأسماء والصفات وغير ذلك مما لا تدركها عقول غير المتخصصين بالشريعة فيؤدي بهم ذلك إنكار الثوابت وتغلغل الشبه الفاسدة في قلوبهم فيسيؤا الظن بربهم ويهلكوا.
وأنا أخطب في مسجد جامعة دمشق؛ فلا تمرُّ ثُلُث ساعة، أو خمس وعشرون دقيقة على أذان الظهر - حتى تكون قد انتهت الخطبة والصلاة، ذلك لأننا تركنا هذه البدع التي تكون قبل الخطبة؛ فلا نقرأ ما يسمَّى الصمديَّة ، ولا يجهر المؤذن بهذه الصلوات؛ بل نسمع أذان الظهر فنصلِّي السنَّة، ويصعد الخطيب المنبر فورًا.
أو غيرها من الكتب التاريخية للمعاصرين؛ مثل: 1 - التاريخ الإسلامي؛ محمود شاكر السوري.