الفرق بين جمرة العقبة والجمرات الثلاث من حيث استحباب الدعاء تُسَنّ إطالة الوقوف بالدعاء عَقب الانتهاء من رَمْي جمرتَي العقبة؛ الصُّغرى، والوُسطى، دون الكُبرى، ويكون الوقوف بمقدار قراءة سورة البقرة؛ والحكمة من عدم استحبابه في الجمرة الكُبرى أنّها الجمرة الأخيرة، وبانتهاء رمَيها تنتهي عبادة الرَّمي؛ ومعلوم أنّ الدعاء خلال العبادة، وأوسطها، يكون أفضل من الدعاء بعد الانتهاء منها.
النوع الثاني: حج القران، وهو أن يقرن بين الحج والعمرة، فيقول عند الميقات: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك، لا شريك لك، لبيك حجة في عمرة ، أي: أدخل الحجة مع العمرة.
ووقت رمي جمرة العقبة يبدأ من طلوع الشمس إلى الزوال من يوم النحر فمن رماها في هذا الوقت فقد أصاب سنتها ووقتها المختار، ولا يرمي يوم النحر غيرها، وأما الضعفاء والمرضى وكبار السن ونحوهم ممن انصرفوا من مزدلفة إلى منى بعد مغيب قمر ليلة النحر، فمتى ما وصلوا إلى جمرة العقبة جاز لهم رميها، حيث يجوز لهم رمي جمرة العقبة بعد منتصف الليل من ليلة النحر، ويجوز للعاجز أن يوكل من يرمي عنه، أما الأفضل للأقوياء أن يكون الرمي يوم العيد بعد طلوع الشمس.
فالحاصل من ذلك: أن صفة تلبية رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لزمها: لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك ، ومن أصحابه من كان يزيد زيادات لم ينكرها عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم كزيادة رضي الله تعالى عنهما المذكورة: لبيك وسعديك، والخير بيديك، والرغباء إليك والعمل.