أبرز نذوره الرهبانيّة في 11 كانون الأوّل سنة 1827، وارتسم شمّاسًا إنجيليًّا من السيّد كيرلّس فسفوس رئيس أساقفة بصرى وحوران في 5 تشرين الأوّل سنة 1836 ودُعي متّيا.
وُلد في حاصبيّا ودخل الرهبانيّة نهار الثلاثاء الواقع في ١٢ كانون الأوّل ١٧٣٨ وأبرز نذوره الرهبانيّة في ٨ تشرين الثاني ١٧٤٠ وسيم كاهنًا في ٦ كانون الثاني ١٧٤٥ وبدأ العمل في الرهبانيّة في سنة ١٧٤٧ إذ أرسله البطريرك كيرلّس طاناس لتفقّد أبناء الطائفة في ديار بكر فقام برسالته وعاد إلى دير المخلّص مصطحبًا معه قزما الدياربكري الذي أنشأ البئر الكبيرة المعروفة باسمه في دير المخلّص.
إنّ مقام الربوبية يقضي بأنّ جميع الموجودات في حالة نمو وتكامل، ولذا فإنّ سعادة كلّ إنسان إنما تتوقف عليه نفسه، عليه أن يدرك بأنّ كلّ عمل يقوم به إنما هو بذرة يزرعها في مزرعة الوجود وأنّه سيذوق ثمرة ما قد بذر حلوة كانت أم مرّة، ذلك أنّه لا يستطيع أن يذوق أو يستفيد من ثمار إنسان آخر، كما أنّ أي إنسان لا يمكنه أن يستفيد أو يتناول من ثماره، وإنّ أي إنسان لا يمكنه أن يزرع السيئات فيحصد منها الحسنات.
والأب قزما هو صاحب البئر المشهورة المعروفة باسمه في دير المخلّص والتي كمّل حفرها بيده وبماله الخاصّ سنة ١٧٧٥، ويتّضح ذلك من الأشعار المحفورة على رتاج هذه البئر، وهي: للماء بئر قد تكمّل حفره بعناية في قلب صخر جلمد أرجوك يا مولاي في تاريخه زد هطل غيثك فيه يا سيّدي ١٧٧٥ بلغ الأب قزما شيخوخة حميدة وكاملة وتوفّي في دير المخلّص سنة ١٨٠٦، وكان الأب قزما نذر نذوره الرهبانيّة سنة ١٧٥٠ وسيم كاهنًا سنة ١٧٥٧.