وشارك الباز في مفاوضات كامب ديفيد وصياغة معاهدة السلام مع إسرائيل عام 1979.
من هنا تكمن أهمية الأوراق التى وضعها الباز أمامه استعداداً لكتابة مذكراته، لكن المرض لم يمهل ذاكرته ليبدأ فيها قبل أن يعاجله بمشهد النهاية الذى جاء قبل أن يمنح الرجل خبراته للأجيال المقبلة فى كتاب، وقبل أن يضع أوراقه الخاصة فى مكانها الصحيح فى المذكرات، هنا نعرض الأوراق التى تشبه الألغام فى مناطق منها، سنحاول تفكيك بعضها، ونؤجل «التعامل» مع البعض الآخر، حتى تسمح قوانين الوثائق بالنشر، التى يلاحظ منها أن الباز بدأ بالفعل فى ترتيبها ووضع بعضها فى ملفات خاصة، فيما ترك مئات منها بغير ملفات، لكنه كتب عليها ملحوظات، ليستخدمها فيما بعد فى موضعها الذى حدده لها، وهو يحكى عن تجاربه وخبراته والمواقف التى حدثت وشارك فيها، فى موضوعات الصراع العربى الإسرائيلى، والمفاوضات التى جرت، وإيران وملفها النووى، والعراق واليمن والسعودية، ولبنان والصراعات الطائفية والمذهبية، وكيف أدارت مصر الأزمات التى حدثت داخلها، وقطر وصعودها ودورها فى لبنان وعلاقاتها بـ«حماس» وتركيا، وقصة ظهور أردوغان فى المشهد وكيف بدأ، وعلاقة تركيا بإسرائيل والوساطة التى قام بها أردوغان بين دمشق وتل أبيب، فضلاً عن واشنطن التى كانت شريكاً فى كل التفاصيل وجزءاً لا يتجزأ من لعبة الأحداث التى حركت العالم، بالإضافة إلى الملف الليبى حتى بعد رحيل القذافى، التى تكشف بدورها أن الباز ظل على علاقة وثيقة بالأحداث حتى رحيل مبارك، بعكس ما هو شائع، فالاختفاء والإبعاد عن المشهد لم يمنع الوثائق والأوراق من الوصول إلى مكتبه حتى المرة الأخيرة التى ذهب إليه بعد 11 فبراير لينقذ ما يمكن إنقاذه من أوراق.