وأخيرا، عن علاقة أم كلثوم بالأدب والشعر والشعراء وعن ثقلها وثقافتها يقول مصطفى أمين: تعلمت أم كلثوم من شوقي أمير الشعراء ومن أحمد رامي ومن حافظ إبراهيم ومن إبراهيم ناجي ومن العقاد ومن المتنبي ومن أبي العلاء المعري، وكانت تجلس أمام كل واحد من هؤلاء أشبه بتلميذة، وكانت تجلس في غرفة نومها تحفظ الشعر وكأنها ستتقدم في اليوم التالي لامتحان صعب، لم تكن أم كلثوم في معظم حياتها الفنية مجرد مطربة تردد أغانيها لمجرد التطريب والشهرة وجمع المال، إنما قيمة أم كلثوم الحقيقية في أنها كانت فنانة ملتزمة، والملاحظ أنه منذ أن نزحت أم كلثوم للقاهرة، التف حولها خيرة الأدباء والشعراء والموسيقيين والمثقفين، مفتونين بجمال صوتها، كل منهم يبذل ويعطي من عصارة روحه أجمل الكلمات، لتشدو بها صاحبة الحنجرة الذهبية فتطرب الملايين.
.
في الاولى يقدر شوقي أمَّ كلثوم لانها لا تشرب الخمر وفي الثانية يغضب لانها لا تشرب معه الخمر!.
أو هل كان يدفع عنه لومة لائم، فعزا جنونه بها إلى ما أصابه من ثمل؟ كانت تغني، فلماذا قال كؤوس الطلا؟ ربما لأن حاستين هما حاسة الذوق وحاسة السمع انصهرتا في حاسة واحدة، وكأنَّ لصوتها فعل الخمر.