والخلاصة أن السجود لغير الله في شريعتنا كفر وشرك، كفر لأنه رد للآيات والأحاديث التي تأمر بالسجود لله وحده، وشرك لأنه صرف عبادة لغير الله، والسجود للقبور بالخصوص شرك جلي لا يماري فيه إلا من طمس على بصيرته فنعوذ بالله من الخذلان.
.
اذاً فكيف نحل الإشكال؟ الموضوع ليس فيه إشكال؛ فهؤلاء الساجدين؛ سواء من الملائكة أو الأنبياء؛ لا يقصدون عبادة؛ وليس في نياتهم أن المسجود له إله؛ فالسجود والركوع والانحناء - كانحناء المسرحيين للجمهور - كل هذا ليس من الشرك؛ لأن الساجد او الراكع يعرف أن الذي أمامه ليس إلهاً؛ ولا يقصد عبادته؛ أما السجود الذي هو شرك وعبادة؛ فهو ذلك السجود الذي يعتقد الألوهية في المسجود له؛ كسجود عباد الأصنام لأصنامهم؛ وسجود قوم بلقيس للشمس والقمر؛ وهذا حكم ما يفعله البعض؛ من سجود على قبور الأولياء؛ وهذا نادر جداً.
فلا ينافي أيضاً ما تقرر في محلّه من حرمة السجود لغير الله عزَّ وجلَّ ؛ لأنّه في الواقع كان إعظاماً وشكراً لله عزَّ وجلَّ علىٰ ما أنعم عليهم من نعمة السلامة واجتماع الشمل ، ولم يكن سجود عبادة ليوسف عليه السلام ، فهذا ما يأباه كلّ من عرف مقام الأنبياء ومنزلتهم ودعوتهم الناس إلىٰ نبذ الشرك والاعتقاد بالتوحيد الخالص.