الفائدة الثالثة: ينبغي للمسلم أن يتعلم كتاب الله تعالى ويحسن تلاوته، وقد تيسرت - بحمد الله - أسباب ذلك في عصرنا من خلال الأساتذة المتخصصين، أو تكرار استماع أشرطة القرآن الكريم، وليس بكثير على كتاب ربنا جل وعلا أن يجعل بعضنا جزءًا من وقته لتعلُّمه ومدارسته حتى يتقن قراءته، وليتريث في القراءة حتى يتقنها ولو بقي في الصفحة الواحدة عدة ساعات، أو بقي فيها أيامًا حتى يتقنها، وفي صحيح البخاري عن عثمان رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خيركم من تعلم القرآن وعلمه ، وفي موطأ مالك رحمه الله أنه بلغه: أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها، قال رحمه الله: ليس ذلك لبطء حفظه - معاذ الله، بل لأنه كان يتعلم فرائضها وأحكامها وما يتعلق بها،وروى البيهقي في الشُّعَب عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: تعلَّم عمر بن الخطاب رضي الله عنه البقرة في اثنتي عشرة سنة، فلما ختمها نحر جزورًا.
فعن عُقْبَةَ بنِ عَامرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلّى الله عليه وسلّم: «لَوْ كَانَ القُرآنُ في إِهابٍ مَا أَكَلَتْهُ النَّارُ».