وعبّرت الآية عن الاستئذان بلفظ الاستئناس، والذي يُشير إلى طلب الزائر الأُنس به من صاحب البيت، ويكون الأنس بانتفاء الكراهة، والحَرَج، وبذلك لا يكون الزائر ثقيلاً، أو كَلّاً على غيره، وأشارت الآية إلى مشروعيّة ردّ السلام؛ زيادةً للأُلفة والمودّة، علماً أنّ من حقّ صاحب البيت أن يردَّ مَن يستأذنه، فإن ردّه وجب على طالب الإذن الرجوع، وذلك أفضل من أن يستضيفه وهو كارهٌ وجودَه، كما بيّنت الآية جواز دخول البيوت غير المسكونة إن كان للمرء فيها شيءٌ من المتاع، أمّا البيوت غير المسكونة فهي البيوت التي لا يسكن، أو يستقرّ فيها أحدٌ.
و قيل: إن في قوله: «حتى تستأنسوا و تسلموا» تقديما و تأخيرا و الأصل حتى تسلموا و تستأنسوا.
.
وكل هذا من رحمة الله بعباده المؤمنين، وصيانة أعراضهم، كما صان دماءهم وأموالهم، وأمرهم بما يقتضي المصافاة، وأن يحب أحدهم لأخيه ما يحب لنفسه، ويكره له ما يكره لنفسه.