وَقَوْله تَعَالَى " قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا " أَيْ عَلَى قَدْر رِيّهمْ لَا تَزِيد عَنْهُ وَلَا تَنْقُص بَلْ هِيَ مُعَدَّة لِذَلِكَ مُقَدَّرَة بِحَسَبِ رِيّ صَاحِبهَا هَذَا مَعْنَى قَوْل اِبْن عَبَّاس وَمُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَأَبِي صَالِح وَقَتَادَة وَابْن أَبْزَى وَعَبْد اللَّه بْن عُبَيْد اللَّه بْن عُمَيْر وَقَتَادَة وَالشَّعْبِيّ وَابْن زَيْد وَقَالَهُ اِبْن جَرِير وَغَيْر وَاحِد وَهَذَا أَبْلَغ فِي الِاعْتِنَاء وَالشَّرَف وَالْكَرَامَة وَقَالَ الْعَوْفِيّ عَنْ اِبْن عَبَّاس " قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا " قُدِّرَتْ لِلْكَفِّ وَهَكَذَا قَالَ الرَّبِيع بْن أَنَس وَقَالَ الضَّحَّاك عَلَى قَدْر كَفّ الْخَادِم وَهَذَا لَا يُنَافِي الْقَوْل الْأَوَّل فَإِنَّهَا مُقَدَّرَة فِي الْقَدْر وَالرِّيّ.
When about a certain verse it is said that it was sent down on a particular occasion, it in fact does not mean that the verse was sent down on the very occasion the incident took place.
أسباب نزول سورة الإنسان قبل الحديث في مقاصد سورة الإنسان سيتم التطرّق إلى ذكر أسباب نزول هذه السورة العظيمة، فقد تبيّن أنّه لم يرد عن أهل السيرة والتفسير الكثير عن أسباب نزول سورة الإنسان، إلّا أنّه قد ورد في كتب السيرة سبب نزول آيةٍ واحدةٍ من آياتها وهي قوله -تعالى-: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَىٰ حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}، ونزلت هذه الآية الكريمة في -رضي الله عنه- حيث أنّه كان يعمل أجيرًا يسقي النخيل فأخذ مقابل عمله هذا بعضًا من الشعير، فطحنه وأخذ ثلثه وطهاه ولمّا استوى مرّ به مسكينٌ فقدّم له طعامه، وعاد وطها ثلثًا ولمّا استوى مرّ به يتيمٌ فأعطاه طعامه، ثمّ طها باقي ما لديه وعند استوائه مرّ به أسيرٌ من أسرى المشركين فقدّم له ما بقي لديه من طعامٍ وبات -رضي الله عنه- دون طعام، وكان كلّ ما قدمه ابتغاء وجه الله فنزلت فيه هذه الآية.
According to Ibn Mahran's tradition, he recited it from verse 5 till the end.