.
هذه نظرةٌ سليمةٌ للأمور؛ إذ عندما توقَّف اندفاع الفتوح واشتراك غير العرب فيه، وذلك بعد أن انتقلت العاصمة من المدينة المنورة إلى دمشق ثُمَّ إلى بغداد، تراجع العطاء الذي كان مفروضًا لأهل الجزيرة العربية، فنشأ جيلٌ على البطالة لم يستسغ العمل في التجارة والسعي إلى الرزق، فتراجعت بالتالي مقدرة الحجاز الاقتصادية، والواقع أنَّ عمر رضي الله عنه أدرك هذه الظاهرة ولم تغب عن تفكيره وربَّما توقَّع حدوثها في المستقبل، لذلك كان يحثُّ النَّاس على العمل والسعي والاستكثار من الرزق، كما كان شديد الحساسية ضدَّ أولئك الذين يظهرون الإعراض عن الدنيا تعبُّدًا وزهدًا.
وتعددت الدواوين فى الدولة الإسلامية بتطور عهودها، فظهر ديوان البريد، وتتضح أهميته من قول أبى جعفر المنصور: "ما كان أحوجنى إلى أن يكون على بابى أربعة نفر هم أركان الملك، ولا يصح الملك إلا بهم.
.