هل يجوز قراءة القرآن بدون وضوء من المصحف؟ ويُستنبط مما سبق أنه يجوز للمحدث حدثا أصغر أي غير المتوضئ قراءة ما شاء من القرآن دون لمس المصحف، وروي عن علي أنه لم يكن يحجب النبي صلى الله عليه وسلم عن قراءة القرآن شيء ليس الجنابة، وذهب جمهور الأئمة إلى أنه يحرم على المحدث حدثا أصغر مس المصحف كما يحرم على الجنب والحائض والنفساء، وذهب ابن عباس والشعبي والضحاك وداود إلى جواز مسه المصحف، بحسب ما ورد في كتاب شرح وضوء وغسل المصطفى من فتح الباري شرح صحيح البخاري ونيل الأوطار للشوكاني.
وقال النووي في المجموع واستدل أصحابنا بالحديث المذكور، وبأنه قول علي وسعد بن أبي وقاص وابن عمر رضي الله عنهم، ولم يعرف لهم مخالف من الصحابة انتهى.
ومما يفيد التنبه له أن الجمهور القائلين بوجوب لمس القرآن ذهب جمهورهم إلى جواز مس الصغار المصحف من غير طهارة، وهذا هو مذهب الحنفية والمالكية والشافعية ورواية عند الحنابلة والحجة في ذلك أن في تكليف الصبيان وأمرهم بالوضوء حرجًا عليهم، قد يؤدي إلى ترك حفظ القرآن وتعلمه، فأبيح لهم المس لضرورة التعلم، ودفعـًا للحرج والمشقة عنهم، لاسيما وأنهم مرفوع عنهم قلم التكليف، وهذا القول له حظ من النظر كبير، والله تعالى أعلم.
والجدير بالذكر أن الحكم الشرعي السابق في مس القرآن وقراءة المصحف من المصحف لا يجوز لجميع العلماء والفقهاء من الجنب والحيض والمرأة بعد الولادة وماذا في تلاوة القرآن، بغير الوضوء عند بعض الفقهاء يجوز بغير ضوء سواء قرأ المسلم من القرآن أو في الآلة الإلكترونية، بحكم قوله تعالى تقرأ ما يسر القرآن فمن يشاء ، يمرضون ويضربون غيرهم في الأرض، فمنه أقيم الصلاة ونلت الزكاة، وسألت الله تعالى أن يحسنوا وما قدموا لأنفسهم، وهو واجب لأن المراد بالطهارة هو المسلم، وقال العلماء ما دام الطهارة، فالمؤمن طاهر فلا شيء المس في المصحف وهو بجانب من أتى أكبر نجاسة.