من خلال ما قاله البستاني عن ظروف وضع خواطر باسكال، يتبين لنا أن الفيلسوف نفسه لم يكن يعمد إلى الكتابة الشذرية.
من يقف أمام تيار «الجديد» خائفًا من التأثر به، فهو لا محالة هالك، ومن يترك نفسه لهذا الجديد ليجرفه، فهو بالتأكيد غارق.
الشذرة ليست حكمة الصورة: الشذرة في الغالب مزيج من الرؤية الشعرية والتأمل الفلسفي والإشراق الصوفي والحدس، ما يجعلها لا تحتاج في إثباتها إلى البراهين، إنها مثل لمعة البرق، إذا استطاع الناظر أن يرى السماء في أثناء هذه اللحظة الخاطفة، فبها ونعمت، وإذا لم يستطع، فعليه أن يتصور سماءه الخاصه بحسب إمكانياته التخييلية.
ليتساءل في النهاية: «غير أن ما لا أدريه، إنما هو مقدار تأثير فيسبوك في هذا كله: أكانت التغيرات في قصيدتي على علاقة ما بدورة الإنتاج الغريبة في فيسبوك؟ أم إنها تغيرات حدثت ببطء، ثم أعلنت عن نفسها على صفحتي؟».