أوَميضُ بَرْقٍ بالأُبَيْرِقِ لاَحا أم في رُبَى نجد أرى مِصباحا أم تلكَ ليلى العامريّةُ أَسْفَرَتْ ليْلاً فصيّرَتِ المساءَ صباحا يا راكِبَ الوجْناء وُقّيتَ الرّدى إن جُبتَ حَزْناً أو طوَيتَ بِطاحا وسَلَكْتَ نُعمانَ الأراكِ فعُجْ إلى وادٍ هُناكَ عَهدْتهُ فَيّاحا فبأيْمَنِ العلمَيْنِ مِن شرقيّه عَرّجْ وأُمَّ أرينَهُ الفوّاحا وإذا وصلْتَ إلى ثَنِيّاتِ اللّوَى فانْشُدْ فؤاداً بالأُبَيْطح طاحا واقْرِ السّلامَ أُهَلْيَهُ عَنّي وقُل غادرْتُهُ لِجَنابِكُمْ مُلْتاحا يا ساكني نَجدٍ أما مِنْ رحمَةٍ لأسيرِ إلْفٍ لا يُريدُ سَراحا هَلّا بَعَثْتُمْ لِلمَشُوقِ تحيّةً في طَيّ صافِيَةِ الرّيَاحِ رَواحا يحْيا بها مَن كانَ يحسَب هَجرَكُمْ مَزْحاً ويعتقِدُ المِزَاحَ مِزاحا يا عاذِلَ المُشْتَاقِ جَهْلاً بالَّذي يَلْقَى مَلِيّاً لا بَلَغتَ نجاحا أتْعَبتَ نفسَكَ في نصيحَة مَن يَرى أنْ لا يرى الإِقبالَ والإِفلاحا أقْصِر عدِمْتُك واطّرح من أثخنتْ أحشاءَهُ النُّجلُ العُيونُ جِراحا كنتَ الصديقَ قبيلَ نُصْحِكَ مُغْرَماً أرأيتَ صَبّاً يألَفُ النُّصّاحا إنْ رُمْتَ إصْلاَحِي فإنّي لم أُرِدْ لفَسَادِ قَلبي في الهوَى إصلاحا ماذا يُريدُ العاذلونَ بعَذْلِ مَنْ لَبِسَ الخَلاعَة واستراحَ وراحا يا أهلَ وِدّي هل لراجي وَصْلِكُمْ طَمَعٌ فيَنعَمَ بالُهُ استِرْوَاحا مُذْ غِبْتُمُ عن ناظِري ليَ أنّةٌ ملأتْ نواحي أرضِ مِصْرَ نُواحا وإذا ذكَرْتُكُمُ أميلُ كأنّني مِن طيبِ ذِكْرِكُمُ سقيتُ الرّاحا وإذا دُعيت إلى تناسي عهدِكُمْ ألْفَيتُ أحشائي بذاكَ شِحاحا سَقياً لأيّامٍ مَضَتْ مع جيرَةٍ كانتْ لَيالينا بهِمْ أفراحا حيثُ الحِمى وطَني وسُكّانُ الغَضا سَكَنِي ووِردي الماء فيه مُباحا وأُهَيْلُهُ أَرَبي وظِلُّ نَخيلِهِ طَرَبي ورَمْلَةُ وادِيَيْهِ مَراحا وَاهاً على ذاكَ الزَّمانِ وطيبِهِ أيّامَ كُنتُ من اللُّغوبِ مُراحا قَسماً بمكَّةَ والمقامِ ومَن أتَى ال بيتَ الحرامَ مُلَبّياً سَيّاحا ما رنَّحَتْ ريحُ الصَّبا شِيحَ الرُّبى إلّا وأهْدَتْ منكُمُ أرواحا.
غور ومصدرها عن مائها نجد قال: وكل ما ارتفع عن تهامة فهو نجد، فهي ترعى بنجد وتشرب بتهامة، وقال الأصمعي: سمعت الأعراب تقول: إذا خلّفت عجلزا مصعدا فقد أنجدت، وعجلز فوق القريتين، قال: وما ارتفع عن بطن الرمّة، والرمة واد معلوم ذكر في موضعه، فهو نجد إلى ثنايا ذات عرق، قال: وسمعت الباهلي يقول: كل ما وراء الخندق الذي خندقه كسرى، وقد ذكر في موضعه، فهو نجد إلى أن تميل إلى الحرّة فإذا ملت إليها فأنت بالحجاز، وقيل: نجد إذا جاوزت عذيبا إلى أن تجاوز فيد وما يليها، وقيل: نجد هو اسم للأرض العريضة التي أعلاها تهامة واليمن وأسفلها العراق والشام، قال السكري: حد نجد ذات عرق من ناحية الحجاز كما تدور الجبال معها إلى جبال المدينة، وما وراء ذات عرق من الجبال إلى تهامة فهو حجاز كله، فإذا انقطعت الجبال من نحو تهامة فما وراءها إلى البحر فهو الغور، والغور وتهامة واحد، ويقال إن نجدا كلها من عمل اليمامة، وقال عمارة بن عقيل: ما سال من ذات عرق مقبلا فهو نجد إلى أن يقطعه العراق، وحدّ نجد أسافل الحجاز وهودج وغيره، وما سال من ذات عرق موليا إلى المغرب فهو الحجاز إلى أن يقطعه تهامة، وحجاز يحجز أي يقطع بين تهامة وبين نجد، والذي قرأته في كتاب جزيرة العرب الذي رواه ابن دريد عن عبد الرحمن عن عمه: وما ارتفع عن بطن الرمّة يخفّف ويثقّل فهو نجد، والرمة فضاء يدفع فيه أودية كثيرة، وتقول العرب عن لسان الرمة: كلّ بنيّ فإنه يحسيني.