وقد اشترى عثمان بن عفان -رضي الله عنه- بئر رومة طمعًا في الأجر والثواب، ولنيل المغفرة التي وعد الله -تعالى- بها، وكان عثمان بن عفان -رضي الله عنه- قد اشترى من اليهودي في البداية نصف البئر باثني عشر ألفًا، وجعل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- البئر يومًا له فينصب عليه دلوه، ويومًا لليهودي وينصب فيه دلوه على البئر.
اشترى عثمان نصفها من صاحبها، وجعل حصته صدقة على المسلمين، فلما شاهد اليهودي الناس لا ترد على الماء إلَّا في وقت عثْمان، قام بالتفاوض مع عثمان في أن يبيعه النصف الآخر، فاشتراه عثمان منه، وجعله — أيضًا — صدقة.
حب عثمان بن عفان لفعل الخير : إن أحداث القصة التي يدور عنها حديثنا اليوم أغرب من الخيال ، ولكن هي جزاء الإحسان الذي قدمه رضي الله عنه للإسلام والمسلمين ، كان رضي الله عنه كثير المال محبًا للإنفاق في سبيل الله ، فبعد إسلامه أوقف الكثير من ماله على خدمة الإسلام والمسلمين ، ومن مواقفه التي خلدتها كتب السيرة تجهيزه جيش العسرة في غزوة تبوك ، حيث قُدر مجموع ما أنفقه وحده بثلث عدة الجيش ، وساهمت الصدقات التي جُمعت في تجهيز باقي الجيش.
وبالتالي فإنَّ البئر هي الوقف الحقيقي المنسوب إلى رضي الله عنه وهي لا تزال موجودة، ومعروفة في مكانها، كما لا تزال تنضح بالماء العذب، وعليها نخيل محيطة بها، ومزرعة متكاملة كلها تحت إشراف وزارة الزراعة السعودية كما أشرنا.