؟ لمّا رأيتُ الليـلَ خـارجَ غرفتـي مُتَوَشِّحـاً ثـوبَ الظـلامِ الأسـوَدِ و رجعتُ بالعينينِ أقـرأُ مـا بهـا و الضوءُ يكسوها ، و دفءُ الموقدِ و الخيرُ ، كلُّ الخيرِ فـي أرجائهـا فـي حُسْنِهـا المُتَأَلِّـقِ المُتـجـدِّدِ أيقنتُ كـم حجـم النعيـمِ أعيشُـهُ و بأنني في السـوءِ إنْ لـم أحمَـدِ فَرَفعْتُ كفِّـي بالضَّراعَـةِ شاكـراً للهِ ، لـم أفْـتُـرْ و لــم أتَبَـلَّـدِ ودعَوْتُ ربِّـي أن يعُـمَّ رخـاؤُهُ من كان يتَّبِـعُ الرسـولَ ويقتدي و ذكرتُ نبرةَ صوتِكَ الحُلْوِ الـذي جابَ المكانَ كنسمَةِ الصُّبحِ النَّـدِي فرأيتُ كيفَ الصُّبحُ يُسفِرُ ضاحِكـاً من وجهِكَ الغَضِّ الأملَـدِ و سمعتُ شدوَ الطيرِ فـي همساتِـهِ يحنو على القلـبِ العليـلِ المُسهَـدِ ألقيـتُ حزنـي حينـذا ، أحرقْتُـهُ في النَّارِ ، دونَ تكاسُـلٍ و تـردُّدِ و حمدتُ ربَّ الكوْنِ فـي عليائِـهِ أنْ كُنتَ أنتَ ، و ليسَ غيركَ والدي خواطر للأب جميلة معلمي وحبيبي أبي عندما تزاحمت الأ فكار ووجل منها فكري وغار عندما زارني الحزن ودعاني إلى دنياه عندما ضاق صدري بالهموم وتهت في غياهيب أحزاني عندما احتجت الى وطن يحميني وصدر يأويني ناديت بها أبي ناديت بكلمة ابي فلم اجد كلمة تمحو ما بي سواها لم أجد دنيا تحتويني سواها أبي لم اجد صدرا يضمني إليه سواك فأنت نبع الحنان السامي ونبع الحب الصافي فاي منكم تختلف كلماته عن كلماتي أي منكم يجرؤ على قول سوى كلامي اي منكم أن الأب ليس ذلك الحضن الدافئ.
وشأن حديثه عن الأسر الأخرى من الزلامطة مثل أسر أهل المختار بن بونا وأهل أحمد مزيد وأهل أحمد سلطان وأهل أحمد زيدان.