قال أبو ذر :استقر جارقطلو في كفالة حلب إلى جمادى الاولى سنة ثلاثين.
ثم خرج عنطرابلس وصار يتنقل من مكان إلى آخر ويأخذ ما ظفر به من أموال الناس إلى أن عاد إلىحلب في عشرين شوال ، فاستعد أهل حلب لقتاله فقاتلهم ودام القتال بينهم عدة أيامإلى أن خرج إليه من أمراء حلب جماعة ومعهم عدة من العوام ظاهر حلب وقاتلوه قتالاشديدا استظهر فيه أمراء حلب ومسكوا بعض أمراء التركمان وقتلوا منهم جماعة ، ثم حملتغري برمش على أهل حلب فهزمهم وقبض على جماعة منهم ممن بقي خارج البلد وقطع أيديهم فنفرت القلوب منه وقويت العداوة بينهم ودام ذلك إلىشهر ذي القعدة من السنة المذكورة ورد عليه الخبر بقدوم العساكر السلطانية إلى حلبوبالقبض على الأمير إينال الجكمي نائب دمشق فتهيا لقتالهم وسار إلى جهة حماة ونزلبالقرب منها إلى يوم الخميس سادس عشر ذي القعدة ، نزل العسكر السلطاني في ظاهرحماة من جهة الشمال وبات تغري برمش من جهة الغرب على عزم القتال ، فلما أصبح نهارالجمعة سابع عشره ركب العسكر السلطاني وركب تغري برمش بمن معه والتقى الجمعان ولميثبت تغري برمش وانهزم من غير قتال ، وتوجه في أناس قلائل إلى جهة أنطاكية ونهبجميع ما كان معه وتوجه معه ابن سقلسيز ، فلما وصلوا إلى الدربند خرج عليهم فلاحوتلك القرى مع من انضم إليهم وقاتلوهم فانكسر تغري برمش وأمسك معه ابن سقلسيز أيضا، فورد الخبر على العسكر المصري بذلك فخرج منهم جماعة إليهم وأمسكوهما وقيدوهماوجاؤوا بهما إلى حلب فحبسا بقلعتها فكان يوم قدومهم إلى حلب من الأيام المشهودة.