وفي المشاع مساواة شعرت بها المجموعات الأجتماعية القروية كالحمائل، كما ان نظام المقالب أو الوجوه ساعد على ابقاء المشاع الذي ضمن الزرع والحصاد والرعي للجميع في اوقات حددوها بايام أسموها "الطلقة" أو الهدة"، وتعني اليوم الذي ينضج فيه الموسم، ونظرا لتجاور أبناء الحمولة الواحدة سكنا وامكانية تبادل "العونة" أو "الفزعة" في العمل، فضلو الأبقاء على المشاع لتبقى اراضيهم متجاورة في الموقع الواحد.
» وكانت قد تسربت النصرانية إلى بلاد اليمن بعد انتشار اليهودية فيها، وكان آخر ملوك حمير ذو نواس يهوديًّا — فيما يظهر — واشتدت المنافسةُ بين النصارى العرب واليهود العرب، وانقلبت عداءً مريرًا، وكان ذو نواس يرى في النصرانية ما يذكره بالأحباش واحتلالهم، فأوقع بالنصارى في السنة ٥٢٣ مذبحة نجران الشهيرة، ثم جمع من نجا منهم وخيَّرهم بين القتل واليهودية، فاختاروا القتل، فخدَّ لهم أخدود النَّارِ ذَاتِ الْوَقُودِ، وجاء في الطبري أن دوس ذا ثعلبان أفلت ولجأ إلى إمبراطور الروم يستنصرُهُ على ذي نواس، وأن يوستينوس قال له: «نَأَتْ بلادُك عنا فلا نقدر أن نتناولها بالجنود، ولكني سأكتب إلى نجاشي الحبشة وهو أقرب ملوك النصرانية إلى بلادك.