وعاد الأحمدي الظواهري إلى القسم العالي بمعهد طنطا يدرس لطلبته المصادر الكبرى التي لا تُدرس إلا لطلبة العالمية في الأزهر، فقرأ على طلبته مختصر ابن الحاجب في أصول الفقه، والعقائد النسفية في التوحيد ودلائل الإعجاز لعبد القاهر في البلاغة، وصحيح البخاري، فانظر إلى صاحب هذا العقل الذي كان يتقن هذه العلوم، ويقوم بتدريسها من مصادرها وأمهاتها الكبيرة وهو في هذا العمر المبكر.
السيد كاظم النقيب نشأ على العلم والأدب والاخلاق منذ نعومة أظفاره، فكان التأدب مواكباً لنشأته، وهو صغير السن، فكان والده الشيخ محمد حسين داعي الحق، ملتزماً بالآداب الاسلامية، ويدعو أبناءه للألتزام بها، ولاسيما ابنه؛ الشيخ محمد علي — رحمه الله — حيث كان يحاسبه اذا رآه مكشوف الرأس، رغم صغر سنّه، ففي تلك الحقبة كان الكثير لا يتقبلون خروج الانسان صغيراً كان أم كبيراً حاسر الرأس، إذ لابد من لبس القلنسوة، والتي تأخذ مسميات عدّة في بلدنا، بمعنى أنه من لم يلبس العمامة عليه أن يلبس شيئاً آخر، لا يبقى حاسر الرأس.