فلما سمع ذلك بسبس وعدي انطلقا راجعين إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، حتى لقياه بعرق الظَّبية فأخبراه الخبر.
ثم أعرض عن سلمة، ونزل رسول الله سجسج، وهي بئر الروحاء، ثم ارتحل منها حتى إذا كان منها بالمنصرف ترك طريق مكة بيسار، وسلك ذات اليمين على النازية يريد بدرا، فسلك في ناحية منها حتى إذا جزع واديا يقال له: وحقان بين النازية وبين مضيق الصفراء ثم على المضيق ثم انصب منه حتى إذا كان قريبا من الصفراء بعث بسبس بن عمرو الجهني حليف بني ساعدة، وعدي ابن أبي الزغباء حليف بني النجار إلى بدر يتجسسان الأخبار عن أبي سفيان صخر بن حرب وعيره.
فعالج قريشاً وأبت الرجوع، وقالوا: أما القيان فسنردهن! قال: قيل لعلي ولأبي بكر رضي الله عنهما يوم بدر: مع أحدكما جبريل ومع الآخر ميكائيل، وإسرافيل ملك عظيم يشهد القتال ولا يقاتل - أو يشهد الصف - وهذا يشبه ما تقدم من الحديث أن أبا بكر كان في الميمنة ولما تنزل الملائكة يوم بدر تنزيلا كان جبريل على أحد المجنبتين في خمسمائة من الملائكة، فكان في الميمنة من ناحية أبي بكر الصديق، وكان ميكائيل على المجنبة الأخرى في خمسمائة من الملائكة فوقفوا في الميسرة وكان علي بن أبي طالب فيها.
ورواه النسائي من حديثه وعنده: وجاء المقداد بن الأسود يوم بدر على فرس فذكره.