والخلود في العذاب في الشرك لا ريب فيه ، وأما الخلود فيه عند قتل النفس المحترمة والزنا وهما من الكبائر وقد صرح القرآن بذلك فيهما وكذا في أكل الربا فيمكن أن يحمل على اقتضاء طبع المعصية ذلك كما ربما استفيد من ظاهر قوله : {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
وتتناول الآية الثّانية ، خاصيتهم الثالثة التي هي العبادة الخالصة لله ، فيقول تعالى : {والذين يبيتون لربّهم سجداً وقياماً}.
ثمرات الرسالة الربانية خُتمت موضوعات سورة الفرقان ببيان ثمرات الرسالة الربانية وذلك من خلال عرض صفات عباد الرحمن وما أكرمهم الله به من خصال حميدة استحقوا عليها عظيم الأجر في جنات النعيم خالدين فيها، وذلك من قوله تعالى : وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا{63} إلى قوله تعالى : قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ فَقَدْ كَذَّبْتُمْ فَسَوْفَ يَكُونُ لِزَاماً {77}.
وقوله : {فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات} تفريع على التوبة والإيمان والعمل الصالح يصف ما يترتب على ذلك من جميل الأثر وهو أن الله يبدل سيئاتهم حسنات.