الإجابة: الحمد لله؛ أجمع على أن البسملة في سورة النمل من كتاب سليمان أنها آية من القرآن، { وإنه بسم الله الرحمن الرحيم}، وأما البسملة التي في فواتح السور فقد اختلف العلماء فيها على مذاهب؛ فقيل إنها آية من القرآن، ثم هل هي آية من كل سورة؟ أو آية من دون غيرها من السور؟ أو هي آية مستقلة أنزلت للإيذان بنزول السورة وافتتاح السورة بها؟ أو ليست من القرآن وإنما هي من ألفاظ المستحب عند ابتداء القراءة بسورة من سور القرآن؟ ولا ريب أنها آية من القرآن، بدليل كتابة لها في ، فأظهر الأقوال أنها آية مستقلة، لا تدخل في عد آيات السورة ولا الفاتحة، فالفاتحة سبع آيات بدونها، ومن الدليل على أن البسملة ليست آية من الفاتحة حديث أنس في الصحيحين، أن صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر كانوا يفتتحون الصلاة بالحمد لله رب العالمين، وعند مسلم لا يذكرون بسم الله الرحمن الرحيم في أول القراءة ولا في آخرها، وهل ذلك لعدم قراءتها أو للإسرار بها؟ قولان للعلماء، والأظهر أنهم كانوا يسرون بها، كالاستفتاح والتعوذ، وأيضا ما ثبت في من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين، فإذا قال: الحمد لله رب العالمين، قال الله تعالى: حمدني عبدي " الحديث، ولم يذكر بسم الله الرحمن الرحيم، وقد نبه إلى ذلك شيخ الإسلام رحمه الله، وقراءتنا بقراءة حفص تقتضي أن نقرأ البسملة سرا أو جهرا، وأما الحكم بوجوب قراءتها، أو عدم وجوبها في الفاتحة أو غيرها، فهي مسألة فقهية اجتهادية، فمن يعدها آية من الفاتحة يلزمه أن يقرأها، وإن تركها فقد ترك آية من الفاتحة، ومن يصحح الصلاة بدون قراءة البسملة لا يرى أنها آية من الفاتحة، وهو ما عليه مشايخنا، وهو القول الصحيح كما تقدم.
.