فاغرورقت عينا رسول الله بالبكاء ثمّ قال : يا فاطمة أما علمت أنّا أهل بيت اختار الله عزّ وجلّ لنا الآخرة على الدنيا ، وأنّه حتم الفناء على جميع خلقه ، وأنّ الله تبارك وتعالى اطَّلع إلى الأرض إطلاعة فاختارني من خلقه فجعلني نبيّاً ، ثمّ اطلع إلى الأرض إطلاعة ثانية فاختار منها زوجك ، وأوحى إليَّ أن أزوّجك إيّاه ، واتّخذه ولياً ووزيراً ، وأن أجعله خليفتي في أمّتي.
وكانت الطالبة بفدك ـ مطالبة بالخلافة ، والمطالبة بالخلافة مطالبة بالالتزام بالحقّ والعدل ونهج الرسول وسنّته الطاهر قصة « القصيدة الشعرية » أيها القارىء العزيز بين يديك مقطوعة تصوغ خطبة الفخر والصدق والعدالة ، في كلمات شعرية ، ليكون للشعر شرف الخلود بخلود الخطبة الفطة لنبت الرسول وقد قصدت بنظمها وجه الله ورضى امّي فاطمة ـ نظمت أبيات الشعر هذه وأنا في ديار الغربة أعيش آلاماً أمضت قلبي وقلب شعبي الذي ابتلى بالطواغيت الفجرة ، والدجّالين المهرة ، وأبناء الدنيا المغرّرين فلم أجد لي سلوة إلاّ أن أغسل قلبي بطهور الحزن المقدّس وأن ألجأ الى « بيت الاحزان » بيت « فاطمة الزهراء بنت محمد » لقد ذرفت الدموع فيها سخيّة ساخنة.
.
وجوابه : أنّ التاريخ يثبت أنّ العرب ما زالوا في الجاهليّة والإسلام يستجيرون بقبور عظمائهم فينصبون خيمة ويقيمون عند القبر حتّى يلبى طلبهم! مروهنّ فليرجعن ولا يبكينّ على هالك بعد اليوم »!.