وقد حاول المُسلمون طيلة ثمانية قرون تحقيق هذه النبوءة ففشلوا في كُلِّ مرَّة نظرًا لموقع المدينة الحصين وأسوارها السميكة وبسالة المُدافعين عنها.
أيضًا كانت حُكومات في ذلك الوقت ترى أنَّ الحكومة البيزنطيَّة حكومة مُنهارة وساقطة لا محالة، فقد تخلَّوا عنها بفعل النكبة التي مُنوا بها في زمن السُلطان مُراد الثاني، وأخذ الرأي الحكومي الأوروپيّ الغربيّ يعتقد أنَّ فكرة الحرب الصليبيَّة الأوروپيَّة لم تعد مُجدية في مثل الظروف الصعبة التي كانت تمُرُّ بها الإمبراطوريَّة، وبالتالي لم يعد هُناك أمل أمام الإمبراطور البيزنطي إلَّا أن يعتمد على نفسه وعلى قوَّته الذاتيَّة للتصدّي للمُسلمين عندما يُهاجمونه، وحيثُ أنَّ لا وجه للمُقارنة بين قُوَّة الإمبراطوريَّة وقُوَّة السلطنة، كان سُقوطً القسطنطينيَّة بعد معركة ڤارنا أمرًا مُتوقعًا، يُضافُ إلى ذلك، فإنَّ الحُكومة البيزنطيَّة لم تُرسل فرقًا عسكريَّةً إلى الجيوش الصليبيَّة في ماريتزا ونيقوبوليس لأنَّها فقدت الرغبة في الدفاع عن نفسها، وعجزت عن إقناع مواطنيها المُمعنين في السفسطة بأنَّ الاستشهاد في سبيل الوطن عملٌ مجيد، وتشعَّبت المُشكلات الداخليَّة بفعل التعصُّب المذهبي والقلاقل الدينيَّة.
الأولى ، -: مركز الدراسات والإعلام دار إشبيليا، ص.
كما أمر بإعادة جميع البيوت والمُمتلكات إلى أصحابها الذين هجروها بهجرهم المدينة قُبيل ضرب الحصار عليها، إن عادوا إلى القُسطنطينيَّة، وإنَّهم بحال عادوا فسوف يُعاملون وفق مرتبتهم التشريفيَّة والدينيَّة كما جرت عليه الأعراف الروميَّة السابقة، وكأنَّ شيئًا لم يتغَّر».