وأما التوشيح فهو أن يكون في أول الكلام ما يستلزم القافية والفرق بينه وبين التصدير: أن هذا دلالته معنوية وذاك لفظية كقوله تعالى: {إن الله اصطفى آدم} الآية فإن اصطفى لا يدل على أن الفاصلة العالمين باللفظ لأن لفظ العالمين غير لفظ اصطفى ولكن بالمعنى لأنه يعلم أن من لوازم اصطفاء شيء أن يكون مختارا على جنسه وجنس هؤلاء المصطفين العالمون وكقوله: {وآية لهم الليل نسلخ} الآية قال ابن أبي الإصبع فإن من كان حافظا لهذه السورة متفطنا إلى أن مقاطع آيها النون المردفة وسمع في صدر الآية انسلاخ النهار من الليل علم أن الفاصلة مظلمون لأن من انسلخ النهار عن ليله أظلم أي دخل في الظلمة ولذلك سمى توشيحا لأن الكلام لما دل أوله على آخره نزل المعنى منزلة الوشاح ونزل أول الكلام وآخره منزلة العاتق والكشح اللذين يحوط عليها الوشاح وأما الإيغال فتقدم في نوع الإطناب.
فإن قيل: هلا جعلت إمالة {تَلاهَا} لمناسبة ما قبلها أعني {ضُحَاهَا} قيل لأن ألف {ضُحَاهَا} عن واو وإنما أميل لمناسبة ما بعده.
٧ ـ أعرب مايلي : كان أعظمالرّسل رجلا بسيطا.
ـ فصل الرّبيعأجمل فصول السّنة.