والعجيب أنهم مع تعظيمهم لهؤلاء الجبناء، الأذلاء، الرخصاء، يُزرون على نبينا، صلى الله عليه وسلم.
لقد كانت مواقف النبي صلى الله عليه وسلم مضرب المثل، ومحط النظر، فهو شجاع في موطن الشجاعة، قوي في موطن القوة، رحيم رفيق في موطن الرفق، فصلوات ربي وسلامه عليه.
فحرام حرام، أن يذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم مع هؤلاء، أو أن يجعل في مصافهم، أو يقارن بهم، إنه صلى الله عليه وسلم من نوع آخر، إنه نبي وكفى، إنه رسول فحسب، تلقى تعاليمه من ربه تبارك وتعالى.
بناء الدولة كيف بدأ التأسيس لبناء دولة الإسلام؟ إنَّ بناء الدولة الإسلاميَّة يتطلب قائدًا سياسيًا وعسكريًا من الطراز الرفيع، فقد أنشأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- دولة الإسلام من اللبنة الأولى إلى أن صارت صرحًا عظيمًا، وأقام ذلك الصرح بدايةً على كلمة التوحيد قولًا وفعلًا، فلا إله إلا الله هي العبارة التي بنيت عليها تلك الدولة، فمعنى أن يقر العبد أنَّه لا إله إلا الله أي يجب أن يطيع الله في جميع الأمور والتشريعات ولو تعارضت مع مصالحه ودنياه.