بعد أن فرغ من بيان هذا الحكم المتعلق بالمكان شرع في بيان الأحكام المتعلقة بالزمان.
وهذا كمال الإخلاص ، فتدخل إلى المسجد ولا يشعر أحد بك أنك معتكف على قدر استطاعتك ، على خلاف ما يفعله البعض-أصلحهم الله- في هذا الزمان فتجد الرجل يحدث بالاعتكاف قبل أن يفعله-نسأل الله السلامة والعافية- ، ويقول : إذا كانت العشر الأواخر سنعتكف في مكة أو نعتكف في المدينة أو نحو ذلك ، وهذا لا يأمن صاحبه من الغرور ولا يأمن من الرياء ولا يأمن من الإدلاء على الله سبحانه بطاعته ، بل المنبغي على الإنسان أن يحفظ طاعته ، وأن يجعلها خالصة لوجه اللهسبحانه وهذا هو أصل الدين الذي لايقبل الله دنياً سواه ، فإن الإنسان إذا راءى راءى الله به ، وإذا سمّع سمّع الله به كما قال صلى الله عليه وسلم : من راءى راءى الله به ، ومن سمّع سمّع الله به فإذا كان الإنسان يخرج إلى معتكفه وهو يريد وجه الله فإنه ينال أجره حتى يعود إلى بيته.