إن سنة 656هـ على يد ، لم يكن تحولاً حضاريًّا، وإن كان تحولاً سياسيًّا؛ ذلك لأن مبادئ الحضارة الإسلامية لم تلبث أن تفوَّقت على الغزاة المنتصرين، وحوَّلتْهم إلى جنود لها، كما أن والأيوبيين و مثَّلوا جميعًا على اختلاف في مستويات التعبير.
وتلك هي الحقيقة التاريخية التي يشير إليها ويؤكدها العالم العربي المسلم المقيم في ألمانيا، الدكتور محمد منصور الذي اختير من بين ألفَيْ شخصية عالمية تركت بصماتها على الحياة الإنسانية خلال القرن الماضي بمبادرة من جامعة كمبردج 14.
حضارة معطاء، ويشير مفهوم هذه الخاصية إلى أن الحضارة قدّمت للعالم ومدت له يد العون في إمداده بالعلم والمعرفة الزاخرة، ما يضمن الرقي والفائدة.
غير أن ما تمتاز به حضارة عن حضارة إنما هو قوة الأسس التي تقوم عليها، والتأثير الكبير الذي يكون لها، والخير العميم الذي يصيب الإنسانية من جراء قيامها، وكلما كانت الحضارة عالمية في رسالتها، إنسانية في نزعتها، خلقية في اتجاهاتها، واقعية في مبادئها كانت أخلد في التاريخ وأنفع للبشر، وأبقى على الزمن وأجدر بالتكريم.