و من في قوله منكم للتبعيض ، ومعناه أن الآمرين يجب أن يكونوا علماء وليس كل الناس علماء.
تفسير آية ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير قال تعالى: "وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ" ، تعدُّ هذه الآية القرآنية العظيمة من منهاجًا خالدًا، لو اتبعَهُ الناس لكسبوا خيرًا كثيرًا، ولأصبحتْ حياتُهم قائمة على الألفة والمودّة، هذه الألفة التي تنبع من بئر صافٍ اسمُهُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كانَ المنهي عنه من كان، ومما وردَ في شرح الآية الكريمة، قول المفسرين: كونوا أمّة، والأمر هنا لا يحمل معنى التبعيض، بل يحمل معنى التعميم، أي كونوا أمّة تدعو إلى الخير والخير هو الإسلام، أما الأمر المعروف والنهي عن المنكر فقد وردَ عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: أنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّه عليه وسلَّم- قالَ: " والذي نفسي بيدِه لتَأمرُنَّ بالمعروفِ ولتَنهوُنَّ عن المنكرِ أو ليُوشِكَنَّ اللهُ أن يَبعثَ عليكمْ عقابًا منهُ فتدعونهُ فلا يَستجيبُ لكمْ" ، ففي الحديث والآية السابقين دعوة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الله تعالى، ليتحقق وعد الله الذي يقضي بالفلاح والفوز العظيم لكلِّ آمرٍ بالمعروف وناهٍ عن المنكر، والله أعلى وأكبر.
قلنا: يا رسول الله! قالوا: يا رسول الله! قال ابن عباس : لعنوا على عهد موسى في التوراة ، وعلى عهد داود في الزبور ، وعلى عهد عيسى في الإنجيل ، وعلى عهد محمد في القرآن وهذا يدل على أن من ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واستغنى عن هذه الوسيلة العظيمة من وسائل الدعوة إلى الله سبحانه ؛ استحق أن يكون ملعوناً مطروداً من رحمة الله ، قال ابن النحاس : وهذا غاية التشديد ونهاية التهديد لمن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، إذ بيَّن سبحانه أن السبب في لعنهم هو ترك التناهي عن المنكر ، وبيَّن أن ذلك عصيان منهم واعتداء ، وأن ذلك بئس الفعل ، فاعتبروا يا أولي الألباب هذا بعض ما يوضح أهمية الاحتساب ودوره الكبير في إقامة الدين وإصلاح المجتمع ، نسأل الله أن يعلمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علمنا، إنه سميع مجيب.
عمل الخير فيه أيسر من عمل الشر.