شرح الحديث هي أيام مباركة مفضلة على غيرها من أيام السنة، وفيها يوم النحر، ، ولا يوجد عمل أفضل من العمل فيهن، إلا عمل رجل خرج مجاهداً بنفسه وبماله قاصداً قهر عدوه فأنفق كل ماله في ذلك وضحى بنفسه في سبيل الله تعالى.
يعني: عملنا في العشر الأوائل من ذي الحجة في النهار أحسن وأفضل وأحب إلى الله من عملنا في نهار العشر الأواخر من رمضان، ذلك أن العشر الأواخر من رمضان فُضّلت بليلة القدر، والعشر الأوائل من ذي الحجة فضلت بيوم عرفة، وفضلت بيوم النحر.
الأضحية تُعرَّف لغة بأنّها: ما يُذبَح في وقت الضحى، أمّا شرعاً، فهي: ما يُذبَح يوم العيد من الأنعام؛ بُغية التقرُّب إلى الله -تعالى-؛ سواء كانت من الإبل، أو البقر، أو الغنم، أو المَعز، وهي سُنّة مُؤكَّدة عن النبيّ -عليه الصلاة والسلام-؛ فقد ورد عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أنّه قال: إنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ كانَ يُضَحِّي بكَبْشينِ أمْلَحَيْنِ أقْرَنَيْنِ، ويَضَعُ رِجْلَهُ علَى صَفْحَتِهِما ويَذْبَحُهُما بيَدِهِ.
لا شك أن جميع الأعمال الصالحة مطلوبةٌ ومرغّبٌ فيها في الأيام العشر الأولى من ذي الحجة؛ إلا أن له أهمية خاصة، فعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: "وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ: أَيَّامُ العَشْرِ، وَالأَيَّامُ المَعْدُودَاتُ: أَيَّامُ التَّشْرِيقِ" رواه في صحيحه، ثم ذكر رواية معلقة: "كان ابن عمر وأبو هريرة رضي الله عنهما يخرجان إلى السُّوقِ في أَيام العشْر يُكَبِّرَانِ، وَيُكَبِّرُ الناس بِتَكْبِيرِهِمَا، وكَبَّر محمد بن علي خَلْفَ النَّافِلَةِ".