اليوم الثالث أخرج الفرس في صبيحة هذا اليوم الفيلة، وصدموا بها المسلمين، ولكن أجهّز عليهم القعقاع بن عمرو وعاصم، وثلّة من الشّجعان وهاجموا الفيل الأبيض، وهو أكبرهم، ففقؤوا عينيه وقطعوا خرطومه، ثمّ قام بذلك جماعة من بني أسد، وفعلوا مثل ذلك بالفيل الأجرب، فارتدّ الفيلان على جيش الفرس هاربين، وتبعتهما الفيلة بمن على ظهورها من الجنود، واستمرّت المعركة طيلة اللّيل لا يسمع منها إلّا أصوات السّلاح، حتّى الصّباح، وكانت ليلة شديدة على الطّرفين وسمّيت "ليلة الهرير" وكانت قد انقطعت أخبار كلّ من سعد ورستم، وسمّي هذا اليوم بيوم "عِماس".
اليوم الثالث: يوم عِماس: وفي هذا اليوم جهَّز الفرسُ الفيلةَ، وصدَموا بها المسلمين، وتَطوَّع القعقاع بن عمرو وعاصم، فشدُّوا مع جماعتهم على الفيل الأبيض - وهو أكبرها، ويُسمَّى فيل سابور - وفقؤوا عينيه بالرِّماح، ثمَّ قطعوا خُرطومَه، وشدَّ آخرون من بني أسد على الفيل الأجرب، وفعلوا فيه مِثْل فِعْل القعقاع وعاصم، فارتدَّ الفيلان على جيش الفرس، وتَبِعهما بقيَّة الفيلة، فعبروا العقيق، هربًا بمن على ظهورها من الجنود، واستمرَّ القتال شديدًا طيلة هذا اليوم، ثمَّ تواصَل حتى الليل فسُمِّيت هذا الليلة ليلة الهرير، وكانت شديدة على الطرفين، وانقطعت الأصوات إلا من صوت السلاح، وفُقِد الاتصال مع القيادة، فلا سعد يعلم ما جرى للمسلمين، ولا رستم يعلم ما جرى للفُرس، وعند الصباح انتهى الناس، وكانت الغَلَبة للمسلمين، وسُمِّيت بهذا الاسم؛ لأن الجميع فقدوا النُّطقَ، وكان كلامهم الهرير.