كما كان تلبية لشعور المؤرِّخِينَ الديني، ومُتَمِّمًا للعلوم الدينية، وكان التقويم الهجري الأساس الذي اتَّخذه التاريخ الإسلامي في تسجيل أحداثه وتحديد أزمانه.
وكان من أشهر الإخباريين: أبان بن عثمان بن عفان، و ، وابن إسحاق، وعوانة بن الحكم الكلبي، وسيف بن عمر الكوفي، والمدائني الذي يُعَدُّ من أهمِّ الإخباريين؛ وذلك لاعتماده على الإسناد أكثر من غيره، واتِّبَاعِه أسلوب المُحَدِّثِينَ في نقد الروايات وتمحيصها وتنظيمها.
وفائدته العِبرة بتلك الأحوال والتنصح بها، وحصول ملكة التجارب بالوقوف على تقلبات الزمن؛ ليحترز عن أمثال ما نقل من المضار، ويستجلب نظائرها من المنافع.
وقد كان العرب في جاهليتهم وأوائل الإسلام يحفظون التاريخ في ذاكرتهم، ولم يقوموا بتدوينه، ولم يكن ذلك لأنهم كانوا يجهلون الكتابة؛ ولكن لتحبيذهم الحفظ على الكتابة؛ إذ إنَّ مَلَكَةَ الكتابة لم تكن وقتذاك لتُعْطي صاحبها تفوُّقًا في المجتمع أكثر ممَّا تعطيه مَلَكَة الحفظ، فكان تاريخ العرب الأَوَّل - وهو عبارة عن وقائع وأيام وغزوات - محفوظًا في الذاكرة يُرَدِّدُونَه على ألسنتهم.