وما إن رآها الكلب تفعل ذلك حتى ركض بكامل سرعته، ودخل بنفسه قفصه وأغلقه بإحكام عليه، ومن بعدها جلس حزينا وعينيه تتقلبان يمينا ويسارا وكأنه يترقب أن يحدث معه ما حدث مع الكلب الصغير.
.
وبدلاً من أن يكون التصالح مع الفنون في ذلك العهد، صارفاً عن معالي الأمور في تقدير شبكشي، روى كيف أن معلم القرآن كان يعلمهم «قراءة القرآن الكريم والأذان بمقامات الموسيقى العربية مثل مقام نهاوند وسيكا وحجاز وصبا وغيرها»، وهي المقامات التي عاد قراء الحجاز اليوم ومناطق عدة في السعودية يتغنون بالقرآن على منوالها، سيراً على نهج أئمة التلاوة المصريين الأوائل، أمثال مصطفى إسماعيل وراغب مصطفى غلوش وعبد الباسط عبد الصمد وغيرهم.
وهكذا شدد ابن مكة العوني في الإنكار على من لا يسوِّغ الخلاف في الغناء، وسجل قبل أشهر عدة حلقات مرئية في مناقشة أدلة الطاعنين في الإباحة.