.
فالمرضية تعتبر وساوس قهرية لا طاقة للإنسان بدفعها تماماً حتى يشفى منها.
ولكي أخرج نفسي من الشك قلت في نفسي: غير معقول أن لا يوجد شياطين في رمضان لا بد أن يكونوا موجودين، وبعدها شعرت براحة، ولكن أنا أصلاً لم أصدق نفسي، لأني أعلم أن هذا حديث صحيح وهو: تصفيد الشياطين، فأصبحت عند الاستعاذة في الصلاة أفكر في هذه الفكرة مراراً وتكراراً، بل أفقد أحياناً خاصة عند التفل على يساري، فتأتي فكرة وأقول كيف تحرقين الشيطان وهو مكبل أساساً، لا حول ولا قوة إلا بالله، أنا تعبت والله، أرجو إجابة تشفيني مما أعانيه؟ الإجابة: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فنسأل الله تعالى أن يذهب عن الأخت السائلة الوساوس، ونوصيها بمدافعتها بالاستعاذة والإعراض عنها بالكلية، وعدم الاسترسال في الخواطر والشبه التي يوردها ، فشأن الشيطان أن يجعل من يوسوس إليه حائراً في فكره، شاكاً في عبادته، مشدداً في نفسه حتى يقع في المحظور، ويفقده الثقة في نفسه وفي الآخرين.
تصفيد الشياطين هو ربطها، وتقييدها، وجعل الأغلال عليها، ويتيحُ تصفيد الشياطين المجال أمام المسلم؛ ليعود إلى ربه، ويتوب إليه؛ فإن كانت الشياطين هي القيود التي تأسره عن الطاعة في السنة كلها، فهي تُصفد في رمضان، ويتحرر منها المسلم، مما يسمح له بالانطلاق في رِحاب العبادة والطاعة.