ومن صور التنافس في فعل الخيرات المسابقة إلى إخراج الصدقات، حتى ولو كان المخرِج مقتصراً على نفسه، ولا تكون بالمال فقط، فمنها ما يكون بالعمل، ومنها ما يكون بإعانة ذا الحاجة الملهوف، ومنها ما يكون بعمل المعروف، ومن أحب الأعمال إلى الله بفعل الخير ، وكذلك سرور يدخله المسلم على قلب أخيه المسلم، أو يكشف عنه كربة، أو يقضي عنه ديناً، أو يستر عنه عورة، ومن الصدقة أيضا التبسم في وجه الآخرين، ومن الأعمال التي يحبها الله كذلك تعليم الناس الخير، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: إنَّ اللَّهَ وملائِكتَهُ وأَهلَ السَّماواتِ والأرضِ حتَّى النَّملةَ في جُحرِها وحتَّى الحوتَ ليصلُّونَ على معلِّمِ النَّاسِ الخيرَ.
.
إنهم قد سبقوا إلى النار، وتقدموا أتباعهم، فهم أئمتهم في الدنيا والآخرة.
ومثال ذلك: العبد الصالح الذي آتاه الله من عنده رحمة وعلَّمه من لدنه علمًا، هذا العبد يعلّم موسى عليه السلام، فحين قارن بين خَرْق العبد الصالح لسفينة سليمة، ولم يكن يعلم أن هناك حاكمًا ظالمًا يأخذ كل سفينة غَصْبًا؛ ولذلك ناقش موسى العبد الصالح، وتساءل: كيف تخرق سفينة سليمة؟ وهنا بيَّن له العبد الصالح أن الملك الظالم حين يجد السفينة مخروقة فلن يأخذها، وهي سفينة يملكها مساكين.