ومن المعروف عنه لاحقاً أنه قضى وقتاً طويلاً، متنقلاً بين لبنان وسورية؛ يقدم باكورة أعماله، ويسجل ويصور للشاشة، ويعتلي خشبة المسرح بحب وثبات تعلم نهاد في مدارس دمشق، حيث بدأ في مدرسة «البخارية الابتدائية»، وفي هذه المرحلة اكتشفه أحد أساتذته، وهو أستاذ مادة الرسم الفنان عبدالوهاب أبوسعود، وهو أيضاً من الجيل المؤسس في المسرح السوري، اكتشف موهبته في التمثيل عندما كان الفنان نهاد يشارك في المسرحيات المدرسية، الأمر الذي دفع بالفنان وصفي المالح إلى أن يوكل إلى قلعي دوراً صغيراً في مسرحية «مجنون ليلى»، حيث قدم فيه قصيدة بعنوان «قلب الأم» للشاعر الصحافي والأديب اللبناني إبراهيم بن ميخائيل المنذر، التي كانت تُعرض على مسرح الهبرا في حيّ القصاع أول الأدوار وعن تلك المرحلة يقول نهاد: عندما كان عمري سبع سنوات تعرفت في داخلي على الفنان الممثل، وما زلت أذكر أول أدواري حتى الآن، فعندما كنت أكتب الجزء الثاني من المسلسل الكوميدي «صح النوم»، وتحديدا في الحلقة التي تتحدث عن عيد الأم كتبت نفس القصيدة التي قمت بتمثيلها أول مرة في حياتي، فقد حاولت أن أتذكرها، والتي كانت قصتها تدور حول موضوع «الشاب الذي تم إغراؤه لقتل أمه، وقتلها بالفعل، ولو أنها حالة نادرة الحدوث: أغرى امرؤ يوماً غلاماً جاهلاً بنقوده حتى ينال به الوطر قال ائتني بفؤاد أمك يا فتى ولك الدراهم والجواهر والدرر انتسب قلعي مطلع عام 1946 إلى نادي «استوديو البرق الفني»، في مبنى العابد، وسط ساحة المرجة، وفيه قدم مع زملاء له مسرحية «جيشنا السوري»، احتفالاً بجلاء الجيش الفرنسي عن سورية وعيد الجلاء الأول، في 17 أبريل 1946، إلا أن دور نهاد قلعي كان متواضعاً فيها.
وأبرز عبد المجيد شكير مخرج المسرحية، أن تقديم هذا العمل المسرحي، الذي تم عرضه أيضا بمدينة نابل، يأتي في إطار البرنامج الذي وضعته الوزارة المنتدبة المكلفة بالمغاربة المقيمين بالخارج وشؤون الهجرة.