فليسَ يسلمُ إنسانٌ من الزَّلل فتعافَوا بينكم عبادَ الله، وتجاوَزوا عمَّن أساءَ إليكم؛ اجعلوا العفو والصَّفح شعاركم وخلقا لكم في بيوتكم وشوارعكم ونواديكم وأسواقكم، اخرُجوا من ضيق المناقَشة إلى فسحةِ المُسامحة، ومن مَشقة المُعاسَرة إلى سهولةِ المُعاشَرة، واطوُوا بساطَ التقاطُع والوحشة، وصِلوا حبلَ الأُخُوَّة، ورُوموا أسبابَ المودّة، واقبَلوا المعذِرة؛ فإن قبولَ المعذرة من محاسنِ الشِّيم، وإذا قدرتم على المُسيء فاجعَلوا العفوَ عنه شُكرًا لله للقدرة عليه.
الثالث: جواز العفو على الدية إن كان الصغير بحاجة إلى النفقة، وهو قول ضعيف عند الشافعية، وبه قال بعض الحنابلة ونصروه، وفرّق بعضهم بين الصبي والمجنون فقال بجواز ذلك في المجنون دون الصبي انتظاراً لبلوغ الصبي وأهليته وهو ما لا يتصور في المجنون، فلا يؤخر 84.