ثالثاً ـ ويقول الله تعالى: {مَا كَانَ لأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُم مِّنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُواْ عَن رَّسُولِ اللهِ وَلاَ يَرْغَبُواْ بِأَنفُسِهِمْ عَن نَّفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لاَ يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلاَ نَصَبٌ وَلاَ مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلاَ يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَّيْلاً إِلاَّ كُتِبَ لَهُم بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} التوبة:120 فتقديم رسول الله صلى الله عليه وسلم على النفس، وعدم التخلف عنه صلى الله عليه وسلم وعن أوامره كلها، والصبر على ما يلاقيه المسلم في سبيل الله تعالى، كل هذا أعطي وصف "المحسن" عند الله تعالى.
الإحسان شرطٌ في صحة الإيمان والإسلام معاً، وذلك لأنّ من تلفّظ بالشهادتين، وأدّى الطاعات والعبادات كلّها من غير إخلاص لم يكن مُحسناً، حتى إن كان إيمانه صحيحاً، وقيل: أراد بالإحسان الإشارة إلى المراقبة وحسن الطاعة، فإنّ من راقب الله كأنه يراه حَسُنَ عمله.
معنى البِرِّ لغةً: البِرُّ: الصِّدق والطَّاعة والخير والفضل، وبَرَّ يَبـَــرُّ، إذا صَلَحَ.
وذكر الهرويُّ أنَّ مِن منازل إيَّاك نعبد وإيَّاك نستعين الفتوَّة ، وقال: هي على ثلاث درجات، الدَّرجة الأولى ترك الخصومة، والتَّغافل عن الزلَّة، ونسيان الأذيَّة والدَّرجة الثَّانية أن تقرِّب مَن يقصيك، وتكرم مَن يؤذيك، وتعتذر إلى مَن يجني عليك، سماحةً لا كظمًا، ومودَّةً لا مصابرةً.